اختلاف النفسيات
وكما أن البذور مختلفة ـ فإذا وجدت المناخ المناسب نمت كل بذرة بما فطر لها، من الأشكال والألوان والطعوم وغير ذلك، كذلك أفراد الاجتماع بصفاتهم المختلفة، وقد قسم بعض علماء الاجتماع أفراد الاجتماع إلى أربعة أقسام هي:
1 ـ الهادئ، حيث يرجح التعقل والتفكر والتأني والتروي.
2 ـ المتحمس حيث يرجح الإقدام والاقتحام والاستهانة بالمخاطر.
3 ـ المنسجم الذي يميل إلى الانسجام والمداراة.
4 ـ المتنفر الذي يميل إلى الانفصام والابتعاد.
ولا يخفى أن الصفات المذكورة تكمل بعضها البعض الآخر، ولذا يشاهد أن الجمعية المركبة من القسمين الأولين، يمنع هادؤها متحمسها من الإفراط كما يمنع متحمسها هادءها عن الركود، وتكون النتيجة الإقدام العقلائي، وكذلك في جمعية تجمع بين المنسجم والمتنفر، وهكذا بالنسبة إلى بقية أقسام ضرب الأربعة بعضها في بعض.
ومع أنا نرى في عائلة واحدة قسمين أو أقساماً من الأولاد، إلا أن التربية لها أثر فعال في تلوين المجتمع، بأحد الألوان المذكورة، أو المزيج المتوسط منها، فبعض الأمم يربون على التعقل والتأني، بينما بعض آخر يربون على الإقدام والاندفاع، وهكذا… ولذا اشتهر أن شعب العراق له صفة كذا، وشعب إيران له صفة كذا، والآسيويين ليسوا في صفاتهم كالإفريقيين وتختلف سمات الأمريكيين عن الأوروبيين، وهكذا.
ثم إنه ليست حدود خاصة بين الأقسام المذكورة، حتى تكون التمايز كلياً، ولذا يشاهد في أمة لها شخصية خاصة، أفراد لهم شخصية متوسطة أو مخالفة وإنما هم عالم الاجتماع، ملاحظة الأعم الأغلب.