موضوع: الاهتمام بالتربية والتثقيف الأربعاء نوفمبر 15, 2006 8:36 pm
الاهتمام بالتربية والتثقيف
وحيث أن كثيراً من الشخصية الفردية والاجتماعية، يتوقف على أسلوب التربية والتثقيف، فاللازم على الذين يريدون إصلاح المجتمعات الاهتمام بهذا الجانب، فإن ظهور الشخصية ـ حسب التأديب ـ وإن كان بطيئاً، إلا أنه نواة لابد وأن يظهر ثمرها، ولو بعد حين، ولا فرق في ذلك بين تأديب الإنسان نفسه، أو أولاده، أو أقرباءه، أو من يتمكن عليه من أفراد مجتمعه. قال علي عليه السلام: (سوء الأدب سبب كل شر)(2). وقال عليه السلام: (أفضل الأعمال ما أكرهت نفسك عليه)(3). وقال عليه السلام: (لا ميراث كالأدب)(4). وقال عليه السلام: أيها الناس تولوا من أنفسكم تأديبها، واعدلوا بها عن ضراوة عاداتها)(5). وقال عليه السلام: (غاية الأدب أن يستحي الإنسان عن نفسه)(6). وقال عليه السلام: (لا تقروا أولادكم على آدابكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم)(7). أقول: فإن ذلك من بعد المدى، حيث يجب أن يؤدب الإنسان ولده اجتماعياً، بحيث يقدر على أن يساير الاجتماع، في نطاق الأحكام الإسلامية. وقال عليه السلام: (المرآة التي ينظر الإنسان فيها إلى أخلاقه هي الناس، لأنه يرى محاسنه من أوليائه منهم، ومساوءه من أعدائه فيهم).(… إلى غيرها. ولا يخفى، أن المجتمع كلما كان أكبر، كان أقرب إلى القوام والاعتدال لأن العناصر المختلفة التي تصب فيه بثقافاتها المختلفة توجب تلون الاجتماع باللون الأنصع، فإن من طبيعة الإنسان أن ينظر إلى الأعلى فيتخذه أسوة، وأن يسعى بمثل سعي الأكثر سعياً لئلا يفوته الركب. ولذا كان من صفات المجتمعات الكبيرة: 1 ـ وجود المحاسن فيها. 2 ـ اقترابها بمجموعها إلى الاعتدال. 3 ـ سرعتها في السير والتقدم إلى الأمام. فإنه وإن كانت المشاكل في مثل هذه التجمعات أكثر، إلا أن محاسنها أكثر من مساوئها، ولذا أمر علي عليه السلام: بسكنى المدن الكبار، وكان المجتمع الكبير من أحسن أسباب إعطاء [الشخصية] المعتدلة للإنسان، فرداً أو جماعة أو مجتمعاً.