ظهرت مؤخراً جماعة من أخطر الجماعات، وأخذت في ممارسة نشاط غريب نوعاً ما «جماعة محبي الموت» وهذه الجماعة أسسها مجموعة من الشباب العربي باليابان وأخذوا في نشر أفكارهم الانهزامية بين الشباب عن طريق النت.
ووجدت هذه الجماعة مساحة كبيرة للحركة بين الشباب عن طريق المنتديات ومواقع التعارف الشهيرة كموقع hi٥ وMatch وغيرهما من مواقع التعارف الأخري، والتي اتخذت منها هذه الجماعة سبيلاً للوصول إلي عدد كبير من الشباب.
وتدعو هذه الجمعية الشباب إلي التخلص من الحياة، لأن الحياة التي نعيشها -علي حد قولهم- حياة زائفة، والحياة الحقيقية توجد في العالم الآخر، وأخذت هذه الجماعة في نشر أفكارها بين شباب مصر بصفة خاصة لأنهم يرون أن الشباب المصري هو شباب ليس له سبيل للراحة سوي الموت، نظراً لما يعانيه في حياته اليومية من فقر وبطالة وتأخر سن الزواج، بالإضافة إلي القمع الفكري والثقافي والسياسي.
أما الشيء الغريب في هذه الجماعة، فهو أنها اتخذت من بعض الأقاويل الدينية وسيلة للترويج لأفكارها الهدامة كمقولة «الضرورات تبيح المحظورات» والتي تعتبر الشعار الأول لها.
وبدأت هذه الجمعية نشاطها منذ ما يقرب من ثلاث سنوات وتعتبر هي المسؤول الأول عن حوادث الانتماء الجماعي عبر الإنترنت والتي انتشرت مؤخراً في مصر والوطن العربي، كما أنها هي المسؤول أيضاً عن حادثة الانتحار الجماعي لسبعة شبان في اليابان والتي حدثت في أواخر العام الماضي.
ومن أهم الوسائل التي تستخدمها هذه الجمعية لاجتذاب الشباب نحوها الفقر والأزمات العاطفية بالإضافة إلي أن هناك عدداً كبيراً من الشباب المعتقلين قد انضموا لهذه الجماعة عقب خروجهم من المعتقلات بسبب شعورهم بإهانة آدميتهم لدرجة جعلتهم لا يرغبون في الحياة.
وقد صرح أحد أفراد الجماعة مساء أمس الأول ويدعي «ديفل» علي غرفة الشات الرئيسية بموقع البالتوك أن الجمعية تشهد في هذه الأيام رواجاً منقطع النظير، ونسب لجماعته حوادث انتحار عدد كبير من المعتقلين في السجون المصرية بشكل خاص والعربية بشكل عام، وقال أيضاً إن الجماعة تبدأ في هذه الأيام في حملتها لرفع المعاناة عن الشباب ومساعدتهم علي التخلص من هذه الحياة من خلال تنظيم حفلات للانتحار الجماعي عبر الإنترنت (علي حد قوله).
وعلي جانب آخر، أشارت وكالة رويترز للأنباء في تقرير بثته علي موقعها الإلكتروني منذ حوالي أسبوعين، إلي أن حالات الانتحار عبر الإنترنت التي تشرف عليها هذه الجماعة قد تحولت إلي ظاهرة في العالم العربي، إذ كان عدد ضحايا هذه الجماعة في بداية عملها عام ٢٠٠٣ (٣٤) شخصاً، ولكنها ارتفعت في أواخر عام ٢٠٠٦ إلي ١٢٠٠ حالة.
ونقل هذا الخبر عن وكالة رويترز عدد كبير من الوكالات كان في مقدمتها وكالة أنباء الشرق الأوسط، خاصة بعد عودة الجماعة لممارسة نشاطها.
وعلق علي نشاط هذه الجماعة عدد كبير من الباحثين الذين نقلت وكالة رويترز أيضاً تعليقهم علي موقعها الإلكتروني وجاء في مقدمتهم «كيت هيوتن» مدير مركز الأبحاث، قسم العلوم النفسية في جامعة أكسفورد، والذي أشار إلي تهاون المجتمع العربي، خاصة وسائل الإعلام، في التصدي لهذه الظاهرة وأوصي بضرورة إنشاء موقع إلكتروني يقوم بعمل واسع النطاق يحذر من خطورة هذه الجماعة، ويقوم بدور مناهض لنشاطها.
وعلق أيضاً الباحث الأسترالي «دجوليو» مدير معهد الأبحاث الأسترالي في بحثه المقدم إلي المؤتمر العالمي للتدخل ضد الانتحار الذي عقد مؤخراً في مقاطعة «كيبك» الكندية أنه سهل معالجة الإحباط لكن الواقع أثبت عكس ذلك، مؤكداً أن نحو ٨٠% ممن يقدمون علي الانتحار الجماعي عبر الإنترنت ينجحون في تحقيق رغبتهم.
وبعيداً عن الدراسات وآراء الباحثين فإن هناك عدداً كبيراً من الشباب المصري قد تعرض لنشاط جماعة محبي الموت من خلال الرسائل الإلكترونية التي يبعثون بها إليهم.
المصدر: وكالات.