اختتم الرئيس حسني مبارك زيارته لباريس أمس بلقاء نيكولا ساركوزي, مرشح الرئاسة اليميني في الانتخابات الفرنسية, تم خلاله بحث قضايا الشرق الأوسط, وتبادل الرأي حول القضايا التي تهم مصر وفرنسا.
وجاء اللقاء في ختام سلسلة اجتماعات عقدها الرئيس مبارك مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك, ورئيس الوزراء دومينيك دوفيلبان, وعدد من كبار الشخصيات الفرنسية, وتم بحث وتبادل الرأي حول قضايا كثيرة, من بينها عملية السلام, ومستجدات القضية الفلسطينية, والأوضاع في لبنان والعراق, والبرنامج النووي الإيراني, والعمليات الإرهابية الأخيرة في المغرب والجزائر, بالإضافة إلي دعم العلاقات الثنائية, وقد عاد الرئيس بسلامة الله إلي أرض الوطن.
وصرح ساركوزي ـ مرشح حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية اليميني الحاكم عقب اللقاء ـ بأنه أكد للرئيس مبارك أن السياسة الفرنسية إزاء الشرق الأوسط ستستمر, إذا تم انتخابه رئيسا لفرنسا, وسيحتفظ بعلاقات الثقة والصداقة نفسها التي قامت بين الرئيسين مبارك وشيراك.
وقال: إنه كان حريصا علي لقاء الرئيس مبارك الذي يتمتع بخبرة وحكمة كبيرة جدا, وإنه يكن إعجابا كبيرا بمصر, وله روابط كثيرة بها. وأضاف ساركوزي أنه بحث مع الرئيس مختلف قضايا المنطقة, واهتم بسماع رأيه فيها, وأنه يريد أن تكون هناك دولة مستقلة لفلسطين, وأمن لإسرائيل, واستقلال كامل للبنان.
وأكد أنه لو تم انتخابه رئيسا سيحتفظ بعلاقات جيدة مع العالم العربي.
وقد أوضح أحدث استطلاع للرأي استمرار تقدم ساركوزي علي منافسيه المرشحين لانتخابات الرئاسة, حيث حصل علي27% مقابل25% لمرشحة الحزب الاشتراكي سيجولين روايال, و19% لفرانسوا بايرو رئيس حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية, و15% لجان ماري لوبن زعيم الجبهة الوطنية( حزب يميني متشدد).
وفي تصريحات خاصة لــ الأهرام من باريس, أكد السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية أن العلاقات المصرية ـ الفرنسية في تطور إيجابي مستمر, وأنه ـ كما أكد الرئيس مبارك في قصر الإليزيه ـ لا يتوقع ولا يتصور أن وجه فرنسا سيتغير إزاء العالم العربي بتغير القيادة السياسية فيها.
وقال: إن ذلك يرجع إلي أن العلاقات العربية ـ الفرنسية, خاصة المصرية ـ الفرنسية تتسم بالاستقرار والتفاهم المشترك لمصلحة الطرفين, وقضايا الشرق الأوسط, كما أن لفرنسا مرتكزات ومباديء أساسية تسير عليها سياستها الخارجية, ولا تتغير بتغير الرؤساء والتحالفات.
وحول المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل, قال أبوالغيط: إن الهدف منها دفع عملية السلام, وتحقيق نتائج ملموسة لأجل قيام دولة فلسطينية, يتبعه التطبيع العربي مع إسرائيل وليس العكس.
وأكد أنه لن يكون هناك تطبيع عربي قبل قيام دولة فلسطينية, وهذا مبدأ عادل وشرعي ومنطقي لأن الشعوب ـ كما قال الرئيس مبارك ـ سوف تحاسب القيادات.
وضم الوفد المرافق للرئيس مبارك السادة: أحمد أبوالغيط وزير الخارجية, وأنس الفقي وزير الإعلام, والوزير عمر سليمان, والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية, وسليمان عواد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة.